بقلم الدكتور وديع أحمد (شماس مصري سابق)

من توراة موسى عليه السلام :

* جاء في كتاب ( تثنية 18:18) أن الله سبحانه وتعالى قال للنبي موسى ( أقيم لهم نبياً من وسط إخوتهم، مثلك، وأجعل كلامي في فمه، فيكلمهم بكل ما أوصيه به)

التعليق :

*هذا الكلام بشارة بمولد نبي من أخوة بنى إسرائيل- أي من بنى إسماعيل ولو كان المقصود نبي يهودي مثل المسيح لقال ( نبي منكم).

* وهذا النبي يكون مثل النبي موسى عليه السلام في كل شيء: يتزوج وينجب ويهاجر بشعبه من أرض الكفر بعد أن يتعرضوا للأذى منهم ويحارب الكفار ويهزمهم وتنزل عليه رسالة من السماء على فترات طويلة وقد كانت أربعين سنة للنبي موسى عليه السلام وأخيراً يموت ويدفن.

* وكل هذا ينطبق على النبي محمد ولا ينطبق على المسيح عيسى كما يحاول النصارى أن يؤكدوا، لأن المسيح لم يتزوج ولم يحارب ولم يهاجر ولم يدفن، بل رفعه الله إليه.

* كذلك يكون كلام الله في فم هذا النبي أي أنه نبي أمي يحفظ رسالته بينما المسيح كان معه إنجيلا كما قال عدة مرات مشيراً إليه بقوله ( هذا الإنجيل) في ( انجيل مرقص) بالذات.

******************

من مزامير داود النبي عليه السلام:

(مزمور 45) يتكلم النبي داود عن أعظم نبي سوف يأتي وقد أعلمه الله بصفات هذا النبي بالوحي فقال: ( فاض قلبي بكلام صالح، أتكلم بانشائى للملك، أنت أبرع جمالاً من بني البشر، انسكبت النعمة على شفتيك، لذلك باركك الله إلى الأبد، تقلد سيفك أيها الجبار، بجلالك اقتحم، اركب من أجل الحق والدعة فتريك يمينك مخاوف، وشعوب تحتك يسقطون، كرسيك يا الله إلى دهر الدهور، من أجل ذلك مسحك الله إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك، بنات الملوك بين محظياتك)

تعليق :

* قال النصارى أن كل هذا الكلام أيضا عن المسيح، بينما هو لا يوافق عقيدتهم في عبادة المسيح لقول داود النبي( الله إلهك).

* أيضا هذا الكلام عن نبي يحارب أعداءه ويهزمهم بالسيف، ولم يظهر نبي بعد داود عليه السلام يحارب أعداءه بالسيف ويهزمهم شعوباً أخرى كثيرة سوى محمد صلى الله عليه وسلم.

* وأعطى تفسيراً سريعا لكلام النبي (داود) عن النبي (محمد) عليهما الصلاة والسلام :-

1- (الملك) هو أعظم نبي وخاتم الأنبياء ومثلها ( مسحك الله أكثر من رفقائك) أكثر من الأنبياء.

2- ( انسكبت النعمة على شفتيك) يحفظ رسالته من الوحي لأنه أمي ولا ينطق إلا حقاً ويعلم الناس القرآن بالحفظ أيضاً.

3- حارب الكفار ونصره الله بالرعب مسيرة شهر ( بجلالك اقتحم) وذلك لأجل نشر الدعوة إلى دين الله (الحق).

4- وتزوج من بنات العظماء والملوك (بنات الملوك من محظياتك).

5- رسالته تنمو دائماً (بارك الله إلى الأبد).

*********************

والنبي سليمان عليه السلام قال في مزمور (72) وأختصر منه بعض الكلمات:-

" تحمل الجبال سلاماً للشعب.. يقضى لمساكين الشعب .. يسحق الظالم .. يشرق في أيامه الصديق وكثرة السلام. يملك من البحر إلى البحر ومن النهر إلى أقاصي الأرض. أمامه تجثو أهل البرية. ملوك يقدمون هدية له. ويصلى لأجله دائماً. اليوم كله نباركه."

تعليق :

* هذا أيضاً حاولوا أن يجعلوه عن المسيح بزعم أن ( ملوك يقدمون هدية له ) تتكلم عن (المجوس) الذين قدموا هدية للمسيح بعد مولده . مع أنهم عبدة النار وليسوا ملوكاً ولكن كلام النبي سليمان- عن نبي يأتي في أرض الجبال والصحراء البرية ( ويملك ) أي يكون له نظام حكم وجيش وأمراء جيوش.

*كما أنه ( يقضى لمساكين الشعب ويسحق الظالم) بينما المسيح كان يرفض أن يحكم بين الناس وينصف الظالم ( انجيل لوقا 12/14).

* وفى أيامه أشرق ( الصديق) أبو بكر، وكانت تحيته (السلام) بينما تحية اليهود ( النعمة) وتحية النصارى ( سلام) وأمر أتباعه ( أفشوا السلام بينكم).

* كما امتد سلطانه في حياته من بحر العرب إلى البحر الأحمر، ودعوته انتشرت بعد موته بلا نهاية (إلى أقاصي الأرض)

* وصلاة أتباعه – تتكون من ركوع والسجود ( أمامه تجثو أهل البرية) وكانوا ومازالوا يتبعون تعاليمه بكل احترام وخضوع ولا يجرؤ أحد أن يدعى أنه يتكلم بسلطان مثلما يفعل بطاركة وقساوسة النصارى واليهود .

* وقدم له الملوك في حياته الهدايا – ومنهم ملك مصر الذي أهداه ابنته وجاريتين.

* وكل لحظة يقول المسلمون – والى يوم القيامة ( اللهم صلى وسلم وبارك على محمد) – مثلما يقول النبي سليمان هنا ( ويصلى لأجله دائماً. اليوم كله يباركه)

* هل يوجد أهل دين – غير الاسلام – يقولون هذا عن نبيهم ؟ لا يوجد.

*******************

( اشعياء 21/13) كتب :

" وحى من جهة بلاد العرب : في الوعر في بلاد العرب تبيتين يا قوافل الددانيين. هاتوا ماء لملاقاة العطشان يا سكان أرض تيماء. فإنهم من أمام السيف قد هربوا من أمام السيف المسلول. فانه هكذا قال لي السيد الرب: في مدة سنة كسنة الأجير يفنى كل مجد قيدار لأن الرب تكلم"

الشرح والتعليق :

هذه النبؤة تتكلم عن العرب فلم يجرؤ النصارى أن يجعلوها عن المسيح، ولكن أهملوها ولم يحاولوا التفكير فيها – بينما هي تتكلم عن حادث عظيم يحدث في بلاد العرب والا ما استحق أن يتنبأ عنه اشعياء – أعظم أنبياء اليهود – وصاحب الإنجيل الخامس كما يقول علماء المسيحية.

1-( وحى من جهة بلاد العرب) يأتي الوحي إلى رجل من العرب ؛ أي يظهر نبي عربي.

2- ( الددانيين) هم نسل إبراهيم عليه السلام ( تكوين 25)

يذهبون في ( قوافل ) للحج إلى ( تيماء) مكان مولد النبي الجديد، وأهلها يقابلون الحجاج العطشان بالماء. وهذه إشارة إلى انتشار الإيمان من هذه الأرض .

3- ( يفنى مجد قيدار) و( قيدار) هو ابن إسماعيل عليه السلام. وهم سكان مكة وهذا دليل انتصار هذا النبي على قومه وخضوعهم له ويصير رئيسهم.

4- ( لأن الرب تكلم) لأن رسالة هذا النبي من عند الله، وتنتشر دعوة هذا النبي وينتصر لأن هذا أمر الله.

**********************

النبي (حبقوق 3/2 ) يقول :

"يا رب قد سمعت خبرك فجزعت : الله جاء من تيمان. والقدوس من جبل فاران "

وسبب ( جزع) النبي اليهودي أنه علم أن خاتم الأنبياء سوف يأتي من نسل إسماعيل عليه السلام ( القدوس) من جبل فاران لأن ( فاران) هي أول أرض سكنها إسماعيل ( تكوين 21/21) و ( تيمان) هي أرض ابن إسماعيل ( تكوين 25/13) أو هي نسله فلما علم النبي اليهودي بأن خاتم الأنبياء وخاتم الرسالات يكونان من نسل إسماعيل عليه السلام جزع خوفا على اليهود وحزنا لأن النبي الخاتم ليس منهم